الثلاثاء، 5 مايو 2009

بيان سياسي صادر عن اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة السابع والعشرين من نيسان اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية

بيان سياسي صادر عن اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية
بمناسبة السابع والعشرين من نيسان اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والمنافي ومخيمات اللجوء ...
يا جماهير امتنا العربية والاسلامية المجيدة ...
ايها الاحرار والمناضلين في كل مكان ...
يصادف اليوم مرورعام جديدعلى انطلاقه جبهة التحرير الفلسطينية المجيدة وهي تطوي سنوات طويلة من الكفاح والنضال الوطني ، هذه المناسبة الخالدة في ذاكرة التاريخ ، حيث انتفضت قواعد الجبهة على نهج الوصاية والتبعية واختارت التخندق الى جانب مخيمات شعبنا وقضيته دفاعا عن قراره الوطني المستقل وعن منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي الوحيد ، وفي هذه المناسبة الوطنية الهامة نستذكر ارواح شهدائنا الابطال المؤسسين القاده الامناء العامين رموز جبهتنا ، وكل شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتهم رمز وطنيتنا القائد الخالد ابو عمار ، وغرة شهداء جبهتنا خالد الامين ، وشهيد الاستقلال طلعت يعقوب الامين العام للجبهة والقائد الوطني والقومي الامين العام للجبهة ابو العباس الذي اغتيل في اقبية الغزاة الامريكان للعراق ، و القائد الوطني عمر شبلي ابو احمد حلب ، الامين العام للجبهة والقادة فؤاد زيدان ، وحفظي قاسم ، وسعيد اليوسف ومروان باكير ، وعز الدين بدرخان وكل فرسان جبهتنا الذين ترجلوا على مذبح الحرية .
وفي هذا اليوم نستحضر ايضا شهداء ورموز الحركة الوطنية الفلسطينية امير الشهداء خليل الوزير ابو جهاد و د . جورج حبش ، وشيخ الشهداء احمد ياسين ، وابو علي مصطفى ، وعبد الرحيم احمد ، وفتحي الشقاقي ، وسليمان النجاب ، وعمر القاسم ، ونبيل قبلان ، وفضل شرور، وكل كواكب شهداء شعبنا الذين قدموا اغلى ما يملكون في سبيل حرية شعبهم والانعتاق من عبودية الاستعمار لأرض فلسطين الطاهرة .
إن انطلاقة جبهة التحرير الفلسطينية في السابع والعشرين من نيسان شكلت محطة هامة في مجريات الصراع مع العدو واستطاعت ان تشتق الوسائل والسبل الابداعية للتواصل مع الارض والانسان واضحت نموذجا كسرت من خلاله هيبة المؤسسة العسكرية والامنية التي كان يتباها بها جنرالات الحرب الصهاينة وجعلته يتخبط في حساباته لامد طويل امام ارادة القتال والاصرار على الانتصار في ظل اختلال موازين القوى ، واذ كانت هذه المناسبة تتزامن مع يوم الاسير الفلسطيني فانها تحتم علينا جميعا مسؤولية تاريخية استثنائية ، تجاه اسرانا الاحرار في سجون الاحتلال البغيض والعمل دون هواده لجعل قضيتهم وحريتهم على رأس سلم الاولويات الوطنية والتوجه نحو المؤسسات والهيئات الحقوقية والسياسية والانسانية الدولية والعربية ورفض التصنيفات والمعايير الاحتلالية والمطالبة بالافراج عن جميع الاسرى وفي مقدمتهم الاسرى القدامى الذين امضوا عقود في غياهب السجون والمعتقلات الاحتلالية وكذلك الافراج الفوري عن النساء والاطفال والمرضى وعن قادة العمل الوطني احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية والقائد مروان البرغوثي ، ومحمد التاج عميد اسرى جبهة التحرير الفلسطينية ورفاقه وعزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي وكافة اعضاء المجلس المختطفون رهائن نتيجة القرصنه والسلوك الكولنيالي لكيان الاحتلال .
يا جماهير شعبنا العظيم ...
لقد اثبتم انكم النموذج الحي الذي يحتذى به للدفاع عن الارض والتاريخ والمقدسات في وجه اعتى هجمة استعمارية في العصر الحديث ، وقدمتم ولا زلتم الغالي والنفيس من اجل نيل الحرية والاستقلال والعودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس ، وهذا يدعو الى وقفه جادة ومسؤولة من كافة القوى وفصائل العمل الوطني والمؤسسات المجتمعية الارتقاء الى مستوى تضحيات شعبنا واماله بالتخلص من حالة الانقسام والتشرذم الطارئة على مسار العمل التحرري من خلال استعادة الوحدة الوطنية واعادة اللحمة بين مختلف مكونات الطيف الفلسطيني على قاعدة تعزيز وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وانضمام جميع الفصائل الى صفوفها بكونها الجبهة الوطنية العريضة التي تمثل المشتركات بين البرامج نحو تحقيق اهداف شعبنا ...
ان الحوار الوطني الجاري ينبغي ان لا يخضع لاعتبارات وحسابات ضيقه من اجل مكاسب تؤدي الى محاصصة ثنائية او صيغ كنفدرالية ومحورية تكرس الانفصال بل تقتضي المسؤولية الوطنية الوصول الى نتائج عملية ضمن سقف زمني محدد في اطار رؤية الكل الوطني الذي توافق على مخارج الازمة الراهنة وخطورة الوضع القائم بالعودة الى الشعب مصدر كل السلطات واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني على اساس قانون التمثيل النسبي الكامل الذي يوفر المشاركة الحقيقية في صنع القرار بمرحلة التحرر الوطني والاسراع بتشكيل حكومة توافق وطني ذات مهمات محددة ترفع الحصار وتفتح المعابر وتوحد المؤسسات وتعيد بناء ما دمره العدوان على قطاع غزة ، وتباشر بالاعداد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بما لا يتجاوز نهاية كانون الثاني العام المقبل وفقا للقانون الاساسي الفلسطيني .
ان المساس بمكانة منظمة التحرير الفلسطينية الهوية والكينونه من خلال التشكيك بتمثيلها للشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده والبحث عن بدائل ما هو الا ضرب من الخيال ويتنكر للتضحيات الجسام التي تعمدت بدماء الشهداء ويقدم خدمة مجانية لاعداء شعبنا ، خيار سقط في الماضي وسوف يسقط في الحاضر والمستقبل امام تصدي شعبنا ويقظته في الحفاظ على اهم مرتكزات ثوابته الوطنية .
يا جماهير شعبنا القابض على الجمر ....
شكل العدوان الهمجي على قطاع غزة الذي استخدم فيه جيش الاحتلال كافة اسلحة الدمار المحرمة دوليا وقتل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت على رأس ساكنيها منعرجا خطيرا كشف زيف ازدواجية المعايير المقيته تجاه الشعوب عند تعلق الامر بالقضايا العربية ،وفي المقدمة قضية شعبنا الفلسطيني والتغاضي عن جرائم الاحتلال باعتباره فوق القانون وعدم تقديم جنرالاته الى محاكم الجرائم الدولية وحمايته من الادانه في المحافل الدولية وما هو مؤتمر دوربان 2 الذي انعقد في سويسرا المخيب للامال تحت شعار منهاضة العنصرية سوى شكل من هذه المعايير العنصرية السابقه الذكر والتي لا زالت مستمرة بينما قامت حكومات الاحتلال السابقه والحالية على مثلث قوامه شن الحروب العدوانية وسياسة التطهير العرقي " الترانسفير وهدم البيوت والابعاد وتهويد القدس ونهب الاراضي وبناء المستعمرات وفرض سياسة الامر الواقع ، ان الرهان على تغيير محتمل للادارة الامريكية الجديدة في ثوابت سياساتها تجاه اسرائيل ما هو الا اصرار على الوهم والحديث عن المفاوضات والتسويات والوعود الكاذبة المطروحه هدر للوقت تلبي حاجاته وتجمل صورته الاحتلالية لتنفيذ مآربه ومخططاته ، الامر الذي يستدعي وقف المفاوضات التي لا طائل منها بشكل تام من جهة ، ووقف الصراع على السلطة تحت الاحتلال والعمل على عزل ومقاطعة حكومة الاحتلال الارهابية ومتابعة وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب وتقديمهم الى محاكم الجرائم الدولية من جهة اخرى باعتبار ان المستفيد الاول من استمرارها هم اعداء شعبنا واعوانهم .
ان جبهة التحرير الفلسطينية في هذا اليوم الخالد تطالب الجميع بالوقوف امام مسؤولياتهم تجاه شعبنا وقضيته والعمل الفوري على :
1. استكمال الحوار الوطني باعتباره وسيلة وليس غاية بشكل فوري وعدم اللجوء الى المماطلة والتسويف من اجل تحقيق مكاسب فصائلية ضيقه واستعادة الوحدة الوطنية للخلاص من حالة الاحباط واليأس واعادة الروح الى الفعل الوطني المكافح في مواجهة تطرف وغطرسة الاحتلال وممارساته العنصرية .
2. رسم استراتيجية وطنية شاملة تتصدى للمهمات والمخاطر المحدقة بقضية شعبنا ومحاولة تكريس مفاهيم عنصرية " كيهودية الدولة " مقدمة لطرد ابناء شعبنا في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 والغاء حق العودة ، من خلال تفعيل قوة الدور الجماهيري لشعبنا في مرحلة التحرر الوطني بالتوازي مع بناء المؤسسات الوطنية الديمقراطية واعتبار المقاومة بكافة اشكالها حق للشعب الفلسطيني وقواه المناضلة كفلته المواثيق الدولية والانسانية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال .
3. نبذ الخلافات الداخلية ووقف كافة اشكال عناصر التوتير الاعلامي والميداني واطلاق سراح المعتقلين على خلفية الانتماء السياسي والرأي الاخر في الضفة والقطاع وعدم اللجوء الى وسائل غريبة عن تقاليد وعادات شعبنا وتاريخه النضالي العريق ، و اشاعة مناخ المصالحة الوطنية وثقافة الحوار بين مختلف الاطياف الفلسطينية ، وعدم ربط قضايانا باجندات خارجية ليس لها مصلحة سوى استخدامها لغايات اضحت معروفه لدى الجميع .
4. ان المطالبة بالوقوف الى جانب قضية شعبنا تستدعي قبل كل شيء الوقوف امام انفسنا وتعزيز وحدة الوطن حتى نمنح الاخرين قوة الموقف العربي والاسلامي والدولي الصديق المطلوب ، وفلسطين يجب ان تكون عامل وحدة لا عامل فرقة وانقسام .

ايها الرفاق المناضلون :

اننا نعاهد جماهير شعبنا وقواه الوطنية ان تكون باستمرار في الخندق المتقدم دفاعا عن ثوابت شعبنا واهدافه وفي ذات الوقت ستعمل بلا كلل للحفاظ على ارثها النضالي وتاريخها المشرف وتعزيز وحدتها واخذ مكانتها اللائقه في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا ، بالرغم من المصاعب والحصار الذي تعرضت له وخسارتها لرموزها القيادية.

- تحية تقدير واعتزاز الى جماهيرنا في فلسطين حماة الاقصى والمقدسات الذين يواجهون عدوان الاحتلال العنصري من تهجير وتدمير للبيوت .
- كل التحية الى جماهير شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات والقابعين على الحدود الصحراوية العراقية .
- تحية فخر الى جماهيرنا الصابرة في قطاع غزة الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء جراء العدوان الهمجي الصهيوني الذي يشكل وصمة عار على جبين الانسانية الصامته على جرائم الاحتلال .
- كل التحية الى شعبنا المناضل والمقاوم في كل مناطق التماس في بلعين ونعلين والمعصرة وطولكرم وقلقيلية وكل محافظات الوطن والمتضامنين معهم من الاحرار في العالم وهم يتصدون بصدورهم العارية لجدران الفصل العنصري الذي سيهزم على صخرة صمودهم وارادة مقاومتهم .
ـ تحية لجماهير امتنا العربية والاسلامية.
ـ تحية الى كل الاحرار والشرفاء في العالم الذين وقفوا مع شعبنا .

عاشت وحدة شعبنا في كل اماكن تواجده
الحرية لاسرانا البواسل
المجد والخلود لشهدائنا وشهداء امتنا العربية الابرار
وانها لثورة حتى تحرير الارض والانسان


جبهة التحرير الفلسطيننية
فلسطين 27 / 4 / 2009

ليست هناك تعليقات: