الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

التحية للرمز الوطني الشهيد القائد فارس فلسطين "أبو العباس" الذي كان عنوانه النضالي وخطه الكفاحي تحرير الأرض والإنسان

التحية للرمز الوطني الشهيد القائد فارس فلسطين "أبو العباس" الذي كان عنوانه النضالي وخطه الكفاحي تحرير الأرض والإنسان


عندما نتحدث عن المناضل الوطني والقومي الفلسطيني العربي الشهيد القائد فارس فلسطين محمد عباس "أبو العباس" إنما نتحدث عن جبهة التحرير الفلسطينية ليس لأنه أمينها العام ورمزها فحسب بل هو وحده كافٍ ليكتسي أهمية استثنائية بل إنه عايش التجربة منذ أن قبضت على جمر الحلم الفلسطيني بالتحرير والعودة فكان الشهيد القائد "أبو العباس" ابن مخيمات التشرد مشدودة عيناه وأعصابه إلى الوطن السليب حيث انخرط في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية واتخذها عنوانه النضالي وخطه الكفاحي في بداية الستينات من أجل تحرير الأرض والإنسان.
ومنذ مهمته الأولى لم يكن حضوره عادياً فكان دائماً تواقاً إلى الأفضل واثق الخطى إلى الوطن وكان هاجسه الدائم وهمه الأوحد وشغله الشاغل وهو العبور إلى الوطن واختراق حواجز العدو الصهيوني والاشتباك معه. فكانت عمليات الخالصة وأم العقارب ونهاريا وبرختا ونابلس والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي والقدس البحرية والعديد من العمليات البطولية مما أعطاه صفة النموذج الحيّ لدور القائد، مما حدا بقيادة الكيان الصهيوني العنصري لمحاولة اغتياله عدة مرات كانت دائماً تبوء بالفشل إلا أنه أصيب في إحداها إصابة بالغة كان ذلك إبان الاجتياح الصهيوني صيف عام 1982.


وفي عام 1985 وعلى أثر عملية "أكيلي لاورو" استقر المناضل الشهيد "أبو العباس" في بغداد بعد أن امتنعت معظم الدول العربية عن استقباله متأثرة بضغوط خارجية، تميّز "أبو العباس" ببعد نظره الثاقب وبمقدرة عسكرية متميزة على إبداع وابتكار أساليب وخطط عسكرية أربكت جنرالات العدو الصهيوني وكبدته خسائر جسيمة، فكان همه البحث الدائم عن سبل ووسائل للوصول إلى قلب الاحتلال الصهيوني حيث نفذت الجبهة عملية القدس البحرية فشدد الحصار على الجبهة وقيادتها من قبل العدو الصهيوني والإدارة الأميركية علماً أن خط الجبهة كان واضحاً على المستوى السياسي من مجمل تطورات الوضع الراهن. فهي أكدت رفضها لاتفاقات أوسلو وأكدت على بقائها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وشدّدت على تحالفاتها مع القوى العربية والتقدمية والقومية باعتبارها جزء من حركة التحرر العربية، وهي تبني سياستها على أرضية المواقف القومية للأنظمة العربية من القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني والحقوق الوطنية لهذا الشعب باعتبار أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي – الصهيوني.

وأمام كل ذلك كان الرفيق المناضل الشهيد محمد عباس "أبو العباس" صمام أمان الموقف الوطني في جبهة التحرير الفلسطينية وسط العواصف والأمواج المتضاربة التي أثارها اتفاق أوسلو حيث كان هو القبطان الذي وجه البوصلة وقاد السفينة وتمكن من العبور بسفينة الجبهة إلى برّ الأمان.
وفي سنة 1996 عاد المناضل القائد الشهيد "أبو العباس" الى أرض الوطن بصفته عضو مجلس وطني فلسطيني ومجلس مركزي وعلى أرضية الصفة الدبلوماسية التي يتمتع بها، بعد أن تم إيقاف الملاحقة القانونية بحقه من قبل وزارة العدل الأميركية وبما أن المناضل "أبو العباس" يتمتع بحصانة برلمانية بموجب الاتفاقات الدولية الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وأن مركز الأخ "أبو العباس" كأمين عام لجبهة التحرير الفلسطينية لا يتناقض مع مهام موقعه كعضو في في القيادة الفلسطينية والمجلسين الوطني والمركزي.
وعلى اثر اندلاع الانتفاضة المجيدة الثانية "انتفاضة الأقصى"، لعب المناضل الرفيق ابو العباس دورا في ابراز وضع الجبهة ودورها الكفاحي من خلال العمليات البطولية والتصدي للعدوان الصهيوني المستمر في كافة المناطق الفلسطينية ومشاركتها في استمرار الانتفاضة الشعبية في كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية على ارض الوطن. وقد اعتقل الرفيق المناضل "أبو العباس" في العراق من قبل قوات الاحتلال الأميركي نتيجة لمواقفه الوطنية والقومية ورفضه للمشاريع الأميركية – الصهيونية وإيمانه بأن النضال هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض والإنسان وأن اعتقاله كان يتنافى مع كافة المواثيق والأعراف الدولية واتفاقية جنيف حتى استشهاده بعد عام من الاعتقال.



ليست هناك تعليقات: